إسقاط النظام الطائفي… شمالاً وجنوباً

إسقاط النظام الطائفي… شمالاً وجنوباً

قدّمت مجموعات «الشعب يريد إسقاط النظام الطائفي» مشهداً مختلفاً من طرابلس إلى صيدا وصور والنبطية، فيما بدأت المجموعات في بيروت العمل لحشد تظاهرة الأحد

في خضم الدعوات للمشاركة في تظاهرة ١٣ آذار تحت شعار «الشعب يريد إسقاط السلاح»، قرر مئات الشبان أن يجتمعوا ويرفعوا شعار «الشعب يريد إسقاط النظام الطائفي». دوار البركة على مدخل الميناء في طرابلس (روبير عبد الله) كان على موعد مع أكثر من خمسمئة من الشبان والشابات من مختلف المناطق الشمالية، في أول تحرك ميداني لهم. لكن الغول الطائفي الهائج جعل العديد من الأهالي يحجمون عن «توريط» أبنائهم، في منازلة لم تنضج عدتها المطلوبة. هكذا عبّرت لطيفة نقولا من بلدة حلبا عن رفضها ما تبلغته من نصح بعدم المشاركة، لتردّ على الناصحين بأنها «رغم أنني أعارض إحياء ذكرى رفيق الحريري في ظل شعارات تعمق الانقسام السياسي ـــــ المذهبي، إلا أن تحركنا ليس موجهاً ضد أي فريق من 8 أو 14 آذار، بل هو ضد كل المسؤولين الطائفيين».

يحمل يحيى رعد لافتة كتب عليها «قرفت من الطائفية»، وإذا كان «على الشيعي أن يلتحق بحزب الله، والسنّي بتيار المستقبل، فماذا أفعل أنا ابن بعلبك وأسكن في طرابلس؟ أنا أشعر بأني منبوذ من هنا ومن هناك». وإلى جانب يحيى، يقف بلال الحاج عمر مستنكراً «تكفير مسؤولي الطوائف من يخرج عن إرادتهم»، فيسأل: «أليس الكافر الصادق أفضل من المؤمن الكاذب، ومن كثرة ما يحكون عن السنّة والشيعة أشعر بأنني لست شيعياً ولا سنياً، ولا حتى طرابلسياً».

لا تشير طريقة انتشار المعتصمين في دوار البركة في طرابلس، ولا نوع الهتافات والشعارات إلى وجود قيادة مركزية توجه الاعتصام. فثمة مجموعة تصرخ «ثورة ثورة ضد الفساد، ثورة ضد النهب، ثورة ضد النصب»، ومجموعة أخرى يهتف أحد المشاركين فيها: «جايي أنا من الكورة، جايي أعمل الثورة»، وترد مجموعة مقابلة: «جايي أنا من عكار، جايي شارك الأحرار»، فتلاقيهم مجموعة تلحّ على طرابلسيتها حتى باللهجة: «طوق طوق طوقية نحنا الطروبلسيا».

يختار زياد الأيوبي عباراته بعناية: «نعمل على تنظيم التحرك من دون تأطيره، نحن رفعنا شعار الشعب يريد إسقاط النظام الطائفي، ولا نريد إسقاط لغتنا على الناس». ويؤكد الأيوبي استمرار التصعيد عبر المشاركة في النشاطات المركزية وعبر سلسلة اعتصامات مناطقية. كذلك، كانت لافتة مشاركة الشيخ إبراهيم الصالح من محلة أبي سمرا، ما يضفي تنوعاً لافتاً على التحرك.

في النبطية (كامل جابر) أغنية جوليا بطرس «يا ثوار الأرض، ثوروا عالطغيان»، كانت كافية لتعلن بدء التجمع أمام السرايا الحكومية، مساء السبت الفائت، تلبية لدعوة سبقته منذ أيام، وأدى موقع فايسبوك دوراً بارزاً فيها، لإسقاط النظام الطائفي في لبنان.

وبالفعل، بدأ بضع مئات من الشبان والصبايا مع عدد من اليساريين الذين تقاطروا إلى المكان من مدينة النبطية ومنطقتها، يهتفون ملء حناجرهم: الشعب يريد إسقاط النظام، و«من صيدا إلى النبطية بدنا نسقّط الطائفية»؛ كل هذا تحت راية العلم اللبناني ولافتات كتب على بعضها: «الدعوة إلى إسقاط النظام الطائفي في لبنان: عامة والمشاركة مجانية»، «جامعة لبنانية، لا فروع طائفية»؛ «فقر… بطالة… محسوبيات: جوعتونا»؛ «أنا مش كافر بس الجوع كافر». وردد المحتجون كذلك هتافات منددة بـ«الحكومات التي جوعت الشعب».

بعدها، انطلق المحتجون بمسيرة راجلة لتجوب شارع حسن كامل الصباح، باتجاه الوسط التجاري للمدينة، تتقدمها سيارة تبث عبر مكبرات للصوت أناشيد ثورية وحماسية ووطنية. وقد جرت هذه التظاهرة الاحتجاجية وسط انتشار كثيف لعناصر من قوى الأمن الداخلي وعناصر أمنية أخرى، وحُوِّل السير باتجاه طرقات متفرعة تخفيفاً للازدحام الذي سببه التجمع وسط الشارع الرئيسي للنبطية.

في صيدا (خالد الغربي)، تستمر خيم الاعتصام مرابطة في ساحة الشهداء، فيما اختار عدد من المشاركين فيها الانتقال إلى النبطية للمشاركة في الاعتصام. أما في صور (آمال خليل)، فأسهم الطقس المشمس في تقاطر المهتمين والمؤيدين إلى الخيمة التي نصبت منذ الثلاثاء الماضي. وتجمع المئات من أهالي المدينة ونشطائها وبعض بلدات قضائها، ولا سيما طيردبا، معركة والبازورية على دوار الاستراحة، حيث نصبت الخيمة وهتفوا «لا للطائفية السياسية ولا لـ14 و8 آذار». وفي بيانهم المذيل بتوقيع «صور مدينة العيش المشترك ومثال الوحدة الوطنية، نريد لبنان خالياً من الطائفية»، أشاروا إلى أنهم سيواصلون اعتصامهم «للوصول إلى المساواة والحرية والعدالة الاجتماعية».

(الأخبار)

 

About منظمة علي النهري في الحزب الشيوعي اللبناني

موقع منظمة علي النهري في الحزب الشيوعي اللبناني
هذا المنشور نشر في أخبار من المناطق, الحركة العمالية والنقابية وكلماته الدلالية , , , , , , . حفظ الرابط الثابت.

أضف تعليق